قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ ألا إنَّ أوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشْرَى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ﴾ [ يونس (62 : 64) ] . الكرامة : إحدى الخوارق للعادات ، والولي هو المطيع لله ، فكل من كان تقيًّا كان لله وليًّا . قال ابن عباس وغيره : أولياء الله الذين إذا رُؤُا ذُكِرَ الله . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالَ رسول الله : « إنَّ من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء » . قيل : من هم يَا رسول الله ، لعلَّنا نحبهم ؟ قال : « هم قوم تحابّوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس » . ثم قرأ : ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [ يونس (62) ] ، رواه ابن جرير وغيره . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه : عن النبي في قوله : ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ﴾ [ يونس (64) ] ، قال : « الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له » . رواه أحمد . وقد قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ﴾ [ فصلت (30 : 32) ] . وقوله تعالى : ﴿ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ﴾ [ يونس (64) ] ، أي : لا تغيير لقوله ، ولا خلف لوعده ، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [ يونس (64) ] .وقال تَعَالَى : ﴿ وَهُزِّي إلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ﴾ [ مريم (25 ، 26) ] . هذا من خوارق العادة ، وهي كرامة لمريم عليها السلام ، وأشار بقوله ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ﴾ [ مريم (29 ، 30) ] إلى تكلم عيسى ومخاطبته لقومها ، ومحاورته عنها ، من ولادته إرهاصًا لنبوته ، وكرامةً لها . وقال تَعَالَى : ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكرِيّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قالت هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [ آل عمران (37) ] . قيل : كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء . في قصة مريم عدة كرامات ، منها : حبلها من غير ذَكَر ، وحصول الرطب الطري من الجذع اليابس ، ودخول الرزق عندها في غير أوان حضور أسبابه، وهي لم تكن نبية . وَقَالَ تَعَالَى : ﴿ وَإذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّيءْ لَكُمْ مِنْ أمْرِكُمْ مِرْفَقاً * وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ﴾ [ الكهف (16 ، 17) ] . قال بعض المفسرين : صرف الله عنهم الشمس بقدرته ، وحال بينهم وبينها ؛ لأنَّ باب الكهف على جانب لا تقع الشمس إلا على جنبه ، فيكون كرامة لهم كما قال : ذلك من آيات الله إذا أرشدهم إلى ذلك الغار ، وصرف عنهم الأضرار . وفي لبثهم ثلاث مئة وأزيد ، نيامًا أحياء من غير آفة ، مع بقاء القوة العادية بلا غذاء ولا شراب من جملة الخوارق .
Allah, the Exalted, says: [1503] وعن أَبي محمد عبد الرحمن بن أَبي بكرٍ الصديق رضي الله عنهما : أنَّ أَصْحَابَ الصُّفّةِ كَانُوا أُنَاساً فُقَرَاءَ وَأَنَّ النَّبيَّ قَالَ مَرَّةً : « مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ ، فَلْيَذْهَبْ بثَالِثٍ ، وَمنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أرْبَعَةٍ ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ بِسَادِسٍ » أَوْ كما قَالَ ، وأنَّ أَبَا بكرٍ جَاءَ بِثَلاَثَةٍ ، وانْطَلَقَ النبيّ بعَشَرَةٍ ، وأنَّ أَبَا بَكرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النبي ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى العِشَاءَ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فجاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ . قالت له امْرَأتُهُ : مَا حَبَسَكَ عَنْ أضْيَافِكَ ؟ قَالَ : أوَ ما عَشَّيْتِهمْ ؟ قالت: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ وَقَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَذَهَبتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ ، فَقالَ : يَا غُنْثَرُ ، فَجَدَّعَ وَسَبَّ ، وقالَ : كُلُوا لا هَنِيئاً وَاللهِ لا أَطْعَمُهُ أَبَداً ، قَالَ : وايْمُ اللهِ مَا كُنَّا نَأخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إلا ربا من أسفلِها أكثرَ منها حتى شبعوا ، وصارتْ أكثرَ مما كانتْ قبلَ ذلكَ ، فنظرَ إليها أبو بكر فقالَ لامرأتِهِ : يا أختَ بني فراسٍ ما هذا ؟ قالت : لا وقُرَّةِ عيني لهي الآنَ أكثرُ منها قبلَ ذلكَ بثلاثِ مراتٍ ! فأكل منها أبو بكرٍ وقال : إنَّما كانَ ذلكَ من الشيطانِ ، يعني : يمينَهُ . ثم أكلَ منها لقمةً ، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبيِّ فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ . وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ ، فَمَضَى الأجَلُ ، فَتَفَرَّقْنَا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ ، اللهُ أعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ .وَفِي رِوَايةٍ : فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ لا يَطْعَمُهُ ، فَحَلَفَت المَرْأَةُ لا تَطْعَمُهُ ، فَحَلَفَ الضَّيْفُ . - أَو الأَضْيَافُ - أنْ لا يَطْعَمُهُ أَوْ يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : هذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ! فَدَعَا بالطَّعَامِ فَأكَلَ وأكَلُوا ، فَجَعَلُوا لا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلا رَبَتْ مِنْ أسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا ، فَقَالَ : يَا أُخْتَ بَني فِرَاسٍ ، مَا هَذَا ؟ فَقَالَتْ : وَقُرْةِ عَيْنِي إنَّهَا الآنَ لأَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ أنْ نَأكُلَ ، فَأكَلُوا ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النبي فَذَكَرَ أنَّهُ أكَلَ مِنْهَا . وَفِي رِوايَةٍ : إنَّ أَبَا بكْرٍ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمنِ : دُونَكَ أضْيَافَكَ ، فَإنِّي مُنْطلقٌ إِلَى النبي فَافْرُغْ مِنْ قِراهُم قَبْلَ أنْ أَجِيءَ ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمنِ ، فَأَتَاهُمْ بما عِنْدَهُ ، فَقَالَ : اطْعَمُوا ؛ فقالوا : أين رَبُّ مَنْزِلِنا ؟ قَالَ : اطْعَمُوا ، قالوا : مَا نحنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا ، قَالَ : اقْبَلُوا عَنْا قِرَاكُمْ ، فَإنَّهُ إنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا ، لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ فأبَوْا ، فَعَرَفْتُ أنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ ، فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا صَنَعْتُمْ ؟ فَأخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحمنِ ، فَسَكَتُّ : ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ ، فَسَكَتُّ ، فَقال : يَا غُنْثَرُ أقْسَمْتُ عَلَيْكَ إنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوتِي لَمَا جِئْتَ ! فَخَرَجْتُ ، فَقُلْتُ : سَلْ أضْيَافَكَ ، فقالُوا : صَدَقَ ، أتَانَا بِهِ ، فَقَالَ : إنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي والله لا أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ . فَقَالَ الآخَرُونَ : واللهِ لا نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ فَقَالَ : وَيْلَكُمْ مَا لَكُمْ لا تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ ؟ هَاتِ طَعَامَكَ ، فَجَاءَ بِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ : بِسْمِ اللهِ ، الأولَى مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا . متفق عَلَيْهِ .قَوْله : « غُنْثَرُ » بغينٍ معجمةٍ مَضمُومَةٍ ثُمَّ نُونٍ ساكِنَةٍ ثُمَّ ثاءٍ مثلثةٍ وَهُوَ : الغَبِيُّ الجَاهِلُ . وقولُهُ : « فَجَدَّعَ » أَيْ شَتَمَهُ ، والجَدْعُ القَطْعُ . قولُه « يَجِدُ عَليّ » هُوَ بكسرِ الجِيمِ : أيْ يَغْضَبُ . في هذا الحديث : كرامة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه .
1503. 'Abdur-Rahman bin Abu Bakr (May Allah be pleased with them) reported: The Companions of As-Suffah were poor people. The Prophet (PBUH) said, "Whoever has food enough for two people, should take a third one (from among them), and whoever has food enough for four persons, should take a fifth or sixth (or said something similar)." Abu Bakr (May Allah be pleased with him) took three people with him while Messenger of Allah (PBUH) took ten. Abu Bakr (May Allah be pleased with him) took his supper with the Prophet (PBUH) and stayed there till he offered the 'Isha' prayers. After a part of the night had passed, he returned to his house. His wife said to him: "What has detained you from your guests?" He said: "Have you not served supper to them?" She said: "They refused to take supper until you come." [Abdur-Rahman (Abu Bakr's son) or the servants] presented the meal to them but they refused to eat. I (the narrator) hid myself out of fear. Abu Bakr (May Allah be pleased with him) (my father) rebuked me. Then he said to them: "Please eat. By Allah! I will never eat the meal." 'Abdur-Rahman added: Whenever we took a morsel of the meal, the meal grew from underneath more than that morsel we had till everybody ate to his satisfaction; yet the remaining food was more than what was in the beginning. On seeing this, Abu Bakr (May Allah be pleased with him) called his wife and said: "O sister of Banu Firas! What is this?" She said: "O pleasure of my eyes! The food has increased thrice in quantity." Then Abu Bakr (May Allah be pleased with him) started eating. He said: "My oath not to take the meal was because of Satan." He took a morsel handful from it and carried the rest to the Prophet (PBUH). That food remained with him. In those days there was a treaty between us and the pagans and when the period of that treaty elapsed, he (PBUH) divided us into twelve groups and every group was headed by a man. Allah knows how many men were under the command of each leader. Anyhow, all of them ate of that meal. [1504] وعن أَبي هريرة قَالَ : قَالَ رسول الله : « لَقَدْ كَانَ فيما قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ ، فَإنْ يَكُ في أُمَّتِي أحدٌ فإنَّهُ عُمَرُ» . رواه البخاري . ورواه مسلم من رواية عائشة . وفي روايتهما قَالَ ابن وهب : « محَدَّثُونَ » أيْ مُلْهَمُونَ . المُحْدَّث : الرجل الصادق الظن ، وهو مَنْ أُلْقي في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى . وعند الترمذي : « إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه » . وفي حديث آخر : « لو كان نبي بعدي لكان عمر » . وفي هذا الحديث : كرامة ظاهرة لعمر رضي الله عنه . وعن ابن عمر قال : بينا عثمان يخطب إذ قام إليه جهجاه الغفاري ، فأخذ العصا من يده فكسرها على ركبته ، فدخلت شظية في ركبته ، فوقعت فيها الأكلة . وعن الحسن بن علي قال : قال علي : إنَّ رسول الله مسح ظهري الليلة في منامي ، فقلت يا رسول الله : ما لقيت من أمتك من الأود واللدد ؟ قال : « ادع عليهم » . قلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شر مني . فخرج فضربه الرجل . رواهما ابن سيد الناس . ففي هذين كرامة للخليفتين رضي الله عنهما .
1504. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) reported: The Messenger of Allah (PBUH) said, "There were Muhaddithun (the recipients of Divine inspiration) among the nations before you. If there is any of such Muhaddith among my followers, he must be 'Umar." [1505] وعن جابر بنِ سُمْرَةَ رضي الله عنهما ، قَالَ : شَكَا أهْلُ الكُوفَةِ سَعْداً يعني : ابنَ أَبي وقاص ، إِلَى عمر بن الخطاب فَعَزَلَهُ ، واسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّاراً ، فَشَكَوا حَتَّى ذَكَرُوا أنَّهُ لا يُحْسِنُ يُصَلِّي ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا إسْحَاقَ ، إنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعَمُونَ أنَّكَ لا تُحْسِنُ تُصَلِّي ، فَقَالَ : أَمَّا أنا واللهِ فَإنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رسولِ الله لا أُخْرِمُ عَنْها ، أُصَلِّي صَلاَةَ العِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ ، وَأُخِفُّ في الأُخْرَيَيْنِ . قَالَ : ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إسْحَاقَ ، وأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلاً - أَوْ رِجَالاً - إِلَى الكُوفَةِ يَسْأَلُ عَنْهُ أهْلَ الكُوفَةِ ، فَلَمْ يَدَعْ مَسْجِداً إِلا سَأَلَ عَنْهُ ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفاً ، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، يُقالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ ، يُكَنَّى أَبَا سَعْدَةَ ، فَقال : أمَا إذْ نَشَدْتَنَا فَإنَّ سَعْداً كَانَ لا يَسِيرُ بالسَّرِيَّةِ وَلا يَقْسِمُ بالسَّوِيَّةِ ، وَلا يَعْدِلُ في القَضِيَّةِ . قَالَ سَعْدٌ : أمَا وَاللهِ لأَدْعُونَّ بِثَلاَثٍ : اللَّهُمَّ إنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِباً قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَأَطِلْ عُمُرَهُ ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ . وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ : شَيْخٌ كَبيرٌ مَفْتُونٌ ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ . قَالَ عَبدُ الملكِ بن عُمَيْرٍ الراوي عن جابرِ بنِ سَمُرَةَ : فَأنا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ ، وإنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوارِي فِي الطُّرُقِ فَيَغْمِزُهُنَّ . متفق عَلَيْهِ . في هذا الحديث : كرامة ظاهرة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
1505. Jabir bin Samurah (May Allah be pleased with them) said: The inhabitants of Kufah complained to 'Umar (May Allah be pleased with him) against Sa'd bin Abu Waqqas (May Allah be pleased with him) and 'Umar (May Allah be pleased with him) appointed 'Ammar (May Allah be pleased with him) as Governor of Kufah in his place. Their complaint was that he did not even conduct As-Salat (the prayers) properly. 'Umar (May Allah be pleased with him) sent for Sa'd and said to him: "O Abu Ishaq, the people claim that you do not offer the Salat properly." Sa'd replied: "By Allah! I observe Salat according to the Salat of the Messenger of Allah (PBUH), and I make no decrease in it. I prolong Qiyam (standing) in the first two Rak'ah in Maghrib and 'Isha' prayers and shorten in the last ones." 'Umar (May Allah be pleased with him) said: "This is what I thought of you, O Abu Ishaq!" Then he sent with him a man (or some men) to Kufah to investigate the matter about him (from the people of Kufah). The inquiry was conducted in every mosque and all the people in these mosques praised him; but in the mosque of the Banu 'Abs, a man, with the name of Usamah bin Qatadah and surname Abu Sa'dah, stood up and said, "Sa'd bin Abu Waqqas did not participate in Jihad and he did not distribute the spoils equitably and did not judge justly." On this Sa'd said: "I shall make three supplications in respect of him: O Allah! If this slave of Yours is a liar and seeker of notoriety, please prolong his life and lengthen his period of adversity and afflict him with trials." (And so did it happen.) Thereafter, when the man was asked about his condition he would say, "I am an old man afflicted with trials and overtaken by the curses of Sa'd." [1506] وعن عروة بن الزبير : أنَّ سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيلٍ خَاصَمَتْهُ أَرْوَى بِنْتُ أوْسٍ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ ، وادَّعَتْ أنَّهُ أخَذَ شَيْئاً مِنْ أرْضِهَا ، فَقَالَ سعيدٌ : أنا كُنْتُ آخُذُ شَيئاً مِنْ أرْضِهَا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رسول الله ؟! قَالَ : مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله يقول : « مَنْ أخَذَ شِبْراً مِنَ الأرْضِ ظُلْماً ، طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أرْضِينَ » فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : لا أسْألُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا ، فَقَالَ سعيد : اللَّهُمَّ إنْ كَانَتْ كاذِبَةً ، فَأعْمِ بَصَرَها ، وَاقْتُلْهَا في أرْضِها ، قَالَ : فَما ماتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا ، وَبَيْنَما هِيَ تَمْشِي في أرْضِهَا إذ وَقَعَتْ في حُفْرَةٍ فَماتَتْ . متفق عَلَيْهِ . وفي روايةٍ لِمُسْلِمٍ عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عُمَرَ بِمَعْنَاهُ ، وأنه رآها عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الجُدُرَ تقولُ : أصابَتْنِي دَعْوَةُ سَعيدٍ ، وأنَّها مَرَّتْ عَلَى بِئرٍ في الدَّارِ الَّتي خَاصَمَتْهُ فِيهَا ، فَوَقَعَتْ فِيهَا ، فَكَانتْ قَبْرَها . في هذا الحديث : كرامة ظاهرة لسعيد بن زيد رضي الله عنه .
1506. 'Urwah bin Az-Zubair (May Allah be pleased with him) reported: Arwa bint Aus brought a suit against Sa'id bin Zaid bin 'Amr bin Nufail (May Allah be pleased with him). She complained to Marwan bin Al-Hakam that he had wrongfully taken possession of a portion of her land. Sa'id said: "How can I take a portion out of her land while I have heard a denunciation from the Messenger of Allah (PBUH)." Marwan asked him: "What did you hear from the Messenger of Allah?" He said, "I heard the Messenger of Allah (PBUH) saying, 'He who takes a span of land unjustly will be made to wear seven earths round his neck on the Day of Ressurection'." Marwan said to him: "I don't seek proof from you after this." Sa'id supplicated: "O Allah! If she is a liar, deprive her of her eye sight and cause her to die in her land." 'Urwah said: "She did not die till she became blind. While she was walking in her land (concerning which the dispute arose) she fell down into a pit and died." [1507] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أُحُدٌ دعَانِي أَبي من اللَّيلِ فَقَالَ : مَا أُرَاني إِلا مَقْتُولاً في أوْلِ مَنْ يُقْتَلُ من أصْحَابِ النبي وإنِّي لا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ رسول الله وإنَّ عَلَيَّ دَيْناً فَاقْضِ ، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْراً ، فَأصْبَحْنَا ، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ ، وَدَفَنْتُ مَعَهُ آخَرَ في قَبْرِهِ ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أنْ أتْرُكَهُ مَعَ آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أشْهُرٍ ، فإذا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ غَيْرَ أُذنِهِ ، فَجَعَلْتُهُ في قَبْرٍ عَلَى حِدَةٍ . رواه البخاري . في هذا الحديث : كرامة ظاهرة لعبد الله أبي جابر رضي الله عنهما .
1507. Jabir bin 'Abdullah (May Allah be pleased with them) said: My father called me on the evening before (the battle of) Uhud and said: "I perceive that I shall be among the first from among the Companions of the Prophet (PBUH) to be martyred, and after him you are the dearest to me. I am under the burden of debt. Pay it and treat your sisters well." Next morning he was among the first to be killed, so I buried him along with another in the same grave. Thereafter, I did not like that I should leave him with another in the grave. So I dug up his corpse after six months and he was in the same condition in which he was on the day when I buried him, except that there was a scratch on his ear. Then I buried him in a separate grave. [1508] وعن أنس أنَّ رجلين مِنْ أصحاب النبي خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النبي في لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ وَمَعَهُمَا مِثْلُ المِصْبَاحَيْنِ بَيْنَ أَيْديهِمَا . فَلَمَّا افْتَرَقَا ، صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أتَى أهْلَهُ . رواهُ البُخاري مِنْ طُرُقٍ ؛ وفي بَعْضِهَا أنَّ الرَّجُلَيْنِ أُسَيْدُ بنُ حُضير ، وَعَبّادُ بنُ بِشْرٍ رضي الله عنهما . في هذا الحديث : كرامة ظاهرة لأسيد بن حضير ، وعبّاد بن بشر رضي الله عنهما .
1508. Anas (May Allah be pleased with him) reported: Two Companions of the Prophet (PBUH) left his home in a very dark night with something like lights in front of them; when they separated, each of them had one light in front of him till they arrived home. [1509] وعن أَبي هريرة قَالَ : بعث رسول الله عَشْرَة رَهْطٍ عَيْناً سَرِيَّة ، وأمَّرَ عَلَيْهَم عاصِمَ بنَ ثَابِتٍ الأنْصَارِيَّ ، فانْطلقوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بالهَدْأةِ ؛ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ؛ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْل يُقالُ لَهُمْ : بَنُو لحيانَ ، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَريبٍ مِنْ مِئَةِ رَجُلٍ رَامٍ ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ ، فَلَمَّا أحَسَّ بِهِمْ عَاصِمٌ وأصْحَابُهُ ، لَجَؤا إِلَى مَوْضِعٍ ، فَأَحاطَ بِهِمُ القَوْمُ ، فَقَالُوا : انْزِلُوا فَأَعْطُوا بِأيْدِيكُمْ وَلَكُمُ العَهْدُ وَالمِيثَاقُ أنْ لا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أحَداً . فَقَالَ عَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ : أَيُّهَا القَوْمُ ، أَمَّا أنا ، فَلا أنْزِلُ عَلَى ذِمَّةِ كَافِرٍ : اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمُوهُمْ بِالنّبْلِ فَقَتلُوا عَاصِماً ، وَنَزَلَ إلَيْهِمْ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ عَلَى العَهْدِ والمِيثاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ، وَزَيدُ بنُ الدَّثِنَةِ وَرَجُلٌ آخَرُ . فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أطْلَقُوا أوْتَارَ قِسِيِّهِمْ ، فَرَبطُوهُمْ بِهَا . قَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ : هَذَا أوَّلُ الغَدْرِ واللهِ لا أصْحَبُكُمْ إنَّ لِي بِهؤُلاءِ أُسْوَةً ، يُريدُ القَتْلَى ، فَجَرُّوهُ وعَالَجُوهُ ، فأبى أنْ يَصْحَبَهُمْ ، فَقَتَلُوهُ ، وانْطَلَقُوا بِخُبَيبٍ ، وزَيْدِ ابنِ الدَّثِنَةِ ، حَتَّى بَاعُوهُما بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ؛ فابْتَاعَ بَنُو الحارِثِ بن عامِرِ بنِ نَوْفَلِ بنِ عبدِ مَنَافٍ خُبيباً ، وكان خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ . فَلِبثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أسيراً حَتَّى أجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ ، فاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الحَارثِ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأعَارَتْهُ ، فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا وَهِيَ غَافِلَةٌ حَتَّى أَتَاهُ ، فَوَجَدتهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَالموسَى بِيَدِهِ ، فَفَزِعَتْ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ . فَقَالَ : أَتَخَشَيْنَ أن أقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ ! قالت : واللهِ مَا رَأيْتُ أسيراً خَيراً مِنْ خُبَيْبٍ ، فواللهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوماً يَأكُلُ قِطْفاً مِنْ عِنَبٍ في يَدِهِ وإنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : إنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ خُبَيْباً . فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ في الحِلِّ ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ : دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، فَتَرَكُوهُ ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ : واللهِ لَوْلا أنْ تَحْسَبُوا أنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَزِدْتُ : اللَّهُمَّ أحْصِهِمْ عَدَداً ، وَاقْتُلهُمْ بِدَدَاً ، وَلا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً . وقال : فَلَسْتُ أُبَالِي حِيْنَ أُقْتَلُ مُسْلِماً عَلَى أيِّ جَنْبٍ كَانَ للهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلَهِ وإنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ وكان خُبَيبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْراً الصَّلاَةَ . وأخْبَرَ - يعني : النبيّ - أصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ ، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بنِ ثَابتٍ حِيْنَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ أن يُؤْتَوا بِشَيءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ ، وكَانَ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ عُظَمائِهِمْ ، فَبَعَثَ الله لِعَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ ، فَلَمْ يَقْدِروا أنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئاً . رواه البخاري . قولُهُ : « الهَدْأَةُ » : مَوْضِعٌ ، « والظُّلَّةُ » : السَّحَابُ . « والدَّبْرُ » : النَّحْلُ . وَقَوْلُهُ : « اقْتُلْهُمْ بِدَداً » بِكَسْرِ الباءِ وفتحِهَا ، فَمَنْ كَسَرَ قَالَ هُوَ جمع بِدَّةٍ بكسر الباء وهي النصيب ومعناه : اقْتُلْهُمْ حِصَصاً مُنْقَسِمَةً لِكُلِّ واحدٍ مِنْهُمْ نَصيبٌ ، وَمَنْ فَتَحَ قَالَ معناهُ : مُتَفَرِّقِينَ في القَتْلِ واحداً بَعْدَ واحِدٍ مِنَ التَّبْدِيد . قال في « القاموس » : الدَّبَر ، بالفتح : جماعة النحل والزنابير ، ويكسر فيهما . وفي هذا الحديث : كرامة ظاهرة لخبيب وعاصم بن ثابت رضي الله عنهما . وفي الباب أحاديث كثيرةٌ صَحيحةٌ سَبَقَتْ في مَوَاضِعِها مِنْ هَذَا الكِتَابِ ، مِنْهَا حديثُ الغُلامِ الَّذِي كَانَ يأتِي الرَّاهِبَ والسَّاحِرَ ، ومنْها حَدِيثُ جُرَيْج ، وحديثُ أصْحابِ الغَارِ الذين أطْبِقَتْ عَلَيْهِم الصَّخْرَةُ ، وَحديثُ الرَّجُلِ الَّذِي سَمِعَ صَوْتاً في السَّحَابِ يَقُولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ . وَالدلائِل في البابِ كثيرةٌ مشهُورةٌ ، وباللهِ التَّوفيقِ . قال النووي : اعلم أن مذهب أهل الحق إثبات كرامات الأولياء ، وأنها واقعة موجودة مستمرة في الأعصار ، ويدل عليه دلائل العقول وصرائح النقول .
1509. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) reported: The Messenger of Allah (PBUH) sent an espionage mission of ten men under the leadership of 'Asim bin Thabit Al-Ansari (May Allah be pleased with him). They proceeded till they reached Al-Had'ah, a place between 'Usfan and Makkah and the news of their arrival reached a section of the tribe of Hudhail, called Banu Lihyan. About one hundred men, who were all archers, hurried to follow their tracks. When 'A sim and his companions came to know of their pursuers, they took refuge in a safe place. The infidels encircled them and said to them: "Come down and surrender, and we promise and guarantee you that we will not kill anyone of you." 'Asim bin Thabit (May Allah be pleased with him) said: "By Allah! I will not come down to be under the protection of disbelievers. O Allah! convey this news to our Prophet (PBUH)." Then the infidels shot arrows at them till they killed 'Asim. Three men came down relying on their promise and covenant. They were Khubaib, Zaid bin Ad-Dathinah and another man. When the disbelievers captured them, they tied them up with the strings of their bows. The third of the captives said: "This is the beginning of first betrayal. By Allah! I will not go with you. I have a good example in these (martyrs)." So they dragged him and tried to compel him to accompany them, but he refused. At last they killed him. They took Khubaib and Zaid bin Ad-Dathina with them and sold them as slaves in Makkah. This incident took place after the battle of Badr. [1510] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : مَا سَمِعْتُ عمر يقولُ لِشَيءٍ قَطُّ : إنِّي لأَظُنُّهُ كَذَا ، إِلا كَانَ كَمَا يَظُنُّ . رواه البخاري . قيل للإمام أحمد بن حنبل : ما بال الكرامات في زمن الصحابة قليلة بالنسبة لما يروى عمن بعدهم من الأولياء ؟ ! فقال : أولئك كان إيمانهم قويًا فما احتاجوا إلى زيادة يقوي بها إيمانهم ، وغيرهم ضعيف الإيمان في عصره فاحتاج إلى تقويته بإظهار الكرامة ، والله أعلم .
1510. Ibn 'Umar (May Allah be pleased with them) reported: I never heard 'Umar (May Allah be pleased with him) relating anything that he conceived it to be so-and-so, but that it proved to be as he had conceived it." |
||||||