![]() |
||||||
قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ . [ البينة (5) ] . أي : ما أُمروا إلا بإخلاص العبادة لله ، موحدين حنفاء ، مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإِسلام ، ويقيموا الصلاة المكتوبة في أوقاتها ، ويؤتوا الزكاة عند محلها ، وذلك الذي أُمروا به . ﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [ البينة (5) ] ، أي : الملة والشرعية المستقيمة .وقال تَعَالَى : ﴿ لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى كالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ﴾ [ البقرة (264) ] . أي : لا تبطلوا أجور صدقاتكم بالمَنِّ والأذى ، كما تبطل صدقة من راءي بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله ، وإنما قصده مدح الناس له . ﴿ وَلا يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [ البقرة (264) ] ، يريد أنَّ الرياء يبطل الصدقة ، ولا تكون النفقة مع الرياء من فعل المؤمنين . ثم ضرب تعالى مثل ذلك المرائي فقال : ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [ البقرة (264) ] . وفيه : إيماء إلى أنَّ الرياء من صفة الكفار ، فعلى المؤمن أن يحذر منها . وقال تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [ النساء (142) ] . قال ابن كثير : يراؤون الناس : أي : لا إخلاص لهم ، ولا معاملة مع الله ، بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة ، ولهذا يتخلَّفون كثيرًا عن الصلاة ، التي لا يُرون فيها غالبًا ، كصلاة العشاء ، وصلاة الصبح . وقوله : ﴿ وَلا يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلا قَلِيلاً ﴾ [ البقرة (142) ] ، أي : في صلاتهم لا يخشعون ، ولا يدرون ما يقولون ، بل هم في صلاتهم ساهون لاهون ، وعما يراد بهم من الخير معرضون . وروى الإِمام أحمد ، عن أنس بن مالك ، قال : قالَ رسول الله : « تلك صلاة المنافق ، تلك صلاة المنافق ، تلك صلاة المنافق ، يجلس فيرقب الشمس ، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعًا لا يذكر الله فيها إلا قليلاً » .
Allah, the Exalted, says:
"And they were commanded not, but that they should worship Allah, and worship none but Him Alone (abstaining from ascribing partners to Him)." (98:5)
"Do not render in vain your Sadaqah (charity) by reminders of your generosity or by injury, like him who spends his wealth to be seen of men." (2:264)
"... and to be seen of men, and they do not remember Allah but little." (4:142)
[1616] وعن أَبي هريرة قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله يقولُ : « قَالَ الله تَعَالَى : أنَا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ » . رواه مسلم . فيه : أن الرياء من الشرك ، وهو يحبط ثواب العمل الذي قارنه .
1616. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "Almighty Allah says, 'I am the One Who is most free from want of partners. He who does a thing for the sake of someone else beside Me, I discard him and his polytheism.."
[Muslim].
Commentary: "He who does a thing for the sake of someone else beside Me" here means to do something virtuous for mere show for worldly benefit, or to gain the reputation of being pious. "I discard him and his polytheism" means that "I nullify his good deeds and deprive him of the reward." In this Hadith any virtue done for the sake of mere show has been likened to Shirk to make its viciousness and harm obvious.
However, this is Ash-Shirk Al-Asghar, and those who commit it will not be forbidden access to Jannah. They will, after the punishment in Hell, ultimately enter Jannah. Whereas, those who are guilty of Ash-Shirk Al-Akbar and sheer Shirk will abide in Hell forever.
[1617] وعنه قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله يقول : « إنَّ أَولَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعْمَتَهُ ، فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ . قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ : جَرِيءٌ ! فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ . وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ ، وَقَرَأَ القُرآنَ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا . قال : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ، وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ : عَالِمٌ ! وَقَرَأتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ : هُوَ قَارِئٌ ؛ فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ . وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَأعْطاهُ مِنْ أصْنَافِ المَالِ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ ، فَعَرَفَهَا . قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قال : مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلا أنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ . قَالَ : كَذَبْتَ ، ولكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ : هُوَ جَوَادٌ ! فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ » . رواه مسلم .« جَرِيءٌ » بفتح الجيم وكسر الراء والمد : أيْ شُجَاعٌ حَاذِقٌ . يشهد لهذا الحديث قوله تعالى : ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ هود (15 ، 16) ] .
1617. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: I heard the Messenger of Allah (PBUH) saying, "The first to be judged on the Day of Resurrection will be a man who had died as a martyr. He will be brought forward. Allah will remind him of the favours He had bestowed upon him and the man will acknowledge them. Then He will ask him: 'What did you do to express gratitude for it?' The man will reply: 'I fought for Your Cause till I was martyred.' Allah will say: 'You have lied. You fought so that people might call you courageous; and they have done so.' Command will then be issued about him and he will be dragged on his face and thrown into Hell. Next a man who had acquired and imparted knowledge and read the Qur'an will be brought forward, Allah will remind him of the favours He had bestowed upon him and the man will acknowledge them. Then He will ask him: 'What did you do to express gratitude for it?' The man will reply: 'I acquired knowledge and taught it, and read the Qur'an for Your sake.' Allah will say to him: 'You have lied. You acquired knowledge so that people might call you a learned (man), and you read the Qur'an so that they might call you a reciter, and they have done so.' Command will then be issued about him, and he will be dragged on his face and thrown into Hell. Next a man whom Allah had made affluent and to whom Allah had given plenty of wealth, will be brought forward, Allah will remind him of the favours He had bestowed upon him and the man will acknowledge them. He will ask him: 'What did you do to express gratitude for it?' The man will reply: 'I did not neglect any of the ways You liked wealth to be spend liberally for Your sake'. Allah will say to him: 'You have lied. You did it so that people might call you generous, and they have done so.' Command will then be issued about him and he will be dragged on his face and thrown into Hell."
[Muslim].
Commentary: We learn from this Hadith that:
1. Almighty Allah will first of all bring the show-offs to account for their pretentions.
2. No virtue will be accepted without Ikhlas (sincerity), no matter how great it may be. A pretender who does good deeds for mere show will be consigned to Hell rather than being rewarded with Jannah.
[1918] وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن نَاساً قَالُوا لَهُ : إنَّا نَدْخُلُ عَلَى سَلاَطِيننَا فَنَقُولُ لَهُمْ بِخِلاَفِ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِندِْهِمْ ؟ قَالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما : كُنَّا نَعُدُّ هَذَا نِفاقاً عَلَى عَهْدِ رسول الله . رواه البخاري . قال البخاري : باب ما يكره من ثناء السلطان ، وإذا خرج قال غير ذلك . وذكر الحديث . وحديث أبي هريرة : « إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه » . قال القرطبي : إنما كان ذو الوجهين شر الناس ؛ لأن حاله حال المنافق . إذ هو متملق بالباطل وبالكذب ، ومدخلٌ للفساد بين الناس . [1619] وعن جُندب بن عبد اللهِ بن سفيان قَالَ : قَالَ النبيُّ : « مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ الله بِهِ ، وَمَنْ يُرائِي يُرائي اللهُ بِهِ » . متفق عَلَيْهِ .ورواه مسلم أَيضاً من رواية ابن عباس رضي الله عنهما .« سَمَّعَ » بتشديد الميم ، ومعناه : أظهر عمله للناس رِياءً . « سَمَّعَ اللهُ بِهِ » أيْ : فَضَحَهُ يَومَ القِيَامَةِ . ومعنى : « مَنْ رَاءى » أيْ : مَنْ أظْهَرَ لِلنَّاسِ العَمَلَ الصَّالِحَ لِيَعْظُمَ عِنْدَهُمْ . « رَاءى اللهُ بِهِ » أيْ : أظْهَرَ سَرِيرَتَهُ عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ . قال الحافظ : ولابن المبارك من حديث ابن مسعود : « من سمّع سمَّع الله به ، ومن رَاءى رَءاى الله به ، ومن تطاول تعاظمًا خفضه الله ، ومن تواضع تخشعًا رفعه الله » . وفي الحديث : استحباب إخفاء العمل الصالح ، لكن قد يستحب إظهاره ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ، ويقدر ذلك بقدر الحاجة . قال ابن عبد السلام : يستثنى من استحباب إخفاء العمل ، مَنْ يظهره ليقتدى به ، أو لينتفع به ككتابة العلم . ومنه حديث : « لتأتموا بي ، ولتعلموا صلاتي » . قال الطبري : كان ابن عمر وابن مسعود وجماعة من السلف يتهجدون في مساجدهم ، ويتظاهرون بمحاسن أعمالهم ليقتدى بهم . قال : فمن كان إمامًا يستن بعمله ، عالمًا بما لله عليه ، قاهرًا لشيطانه ، استوى ما ظهر من عمله وما خفي ، لصحة قصده ، ومن كان بخلاف ذلك فالإخفاء في حقه أفضل . وعلى ذلك جرى عمل السلف . فمن الأول : حديث أنس قال : سمع النبي رجلاً يقرأ ويرفع صوته بالذكر فقال : « إنه أواب » . قال : فإذا هو المقداد بن الأسود . أخرجه الطبري . ومن الثاني : حديث أبي هرير قال : قام رجل يصلي فجهر بالقراءة ، فقال له النبي : « لا تسمعْني وأسْمِع ربك » . أخرجه أحمد .
1619. Jundub (May Allah be pleased with him) said: The Prophet (PBUH) said, "He who so acts to show off, Allah will disgrace him on the Day of Resurrection, and he who does good deeds so that people (may hold him in high esteem), Allah will expose his hidden evil intentions before the people on the Day of Resurrection."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: This Hadith shows the consequences of different acts of show-off and informs us that such acts will be a cause of humiliation and disgrace on the Day of Judgement.
[1620] وعن أَبي هريرة قَالَ : قَالَ رسول الله : « مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا ، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ » يَعْنِي : رِيحَهَا . رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ والأحاديث في الباب كثيرةٌ مشهورةٌ . فيه : وعيد شديد لمن تعلم العلم الشرعي لأجل الدنيا فقط .
1620. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "A person who acquires (religious) knowledge, which is (normally) acquired to gain the Pleasure of Allah, (for the sole reason) to secure worldly comforts will not even smell the fragrance of Jannah on the Day of Resurrection (i.e., will not enter Jannah)."
[Abu Dawud].
Commentary: It is an act of great virtue to acquire religious knowledge provided it is attained for the Pleasure of Allah. If one acquires it for worldly gains, he will be in fact committing a grave sin for which he will not even smell the fragrance of Jannah, that is to say in the first instance because after suffering the punishment for it in Hell, he will be sent to Jannah when Allah will so desire it.