![]() |
||||||
فِيهِ الأحاديث السابقة في الباب قبله . الطَّيَرَة : هي التشاؤم بالشَّيْء . قال الحافظ : وأصل التطيُّر أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير ، فإذا خرج أحدهم لأمر ، فإن رأى الطير طار يمنة تيمَّن به ، واستمر . وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع . وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها ، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك ، وكانوا يسمونه : السانح والبارح . فالسانح : ما ولاك ميامنه . والبارح : بالعكس . وكانوا يتيمَّنون بالسانح ، ويتشاءمون بالبارح ؛ لأنَّه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه . وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه ، وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له ، إذْ لا نطق للطير ولا تميز . وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر الطير ويتمدح بتركه . قال شاعر منهم : الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقْفال وقال آخر : لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانع وكان أكثرهم يتطيَّرون ويعتمدون على ذلك ، ويصح معهم غالبًا لتزيين الشيطان ذلك ، وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين . وقد أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث أنس رفعه : « لا طيرة ، والطيرة على من يتطير » . وأخرج عبد الرازق عن معمر ، عن إسماعيل بن أمية ، عن النبي : « ثلاثة لا يَسْلَمُ منهن أحد : الطيرة ، والظن ، والحسد ، فإذا تطيرت فلا ترجع ، وإذا حسدت فلا تبغِ ، وإذا ظننت فلا تحقق » . انتهى ملخصًا . [1674] وعن أنس قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ : « لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُني الفَألُ » قالُوا : وَمَا الفَألُ ؟ قَالَ : « كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ » . متفق عَلَيْهِ .
1674. Anas (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "Not the transmission of disease of one person to another and no evil omen, but I am pleased with good omens." He was asked: "What is good omen?" He replied, "A good word."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary:
1. The phrase "Not the transmission of disease of one person to another" either negates the idea that disease can travel from one person to another or it signifies that one should not attribute the illness of one person to the illness of another. The right approach is that one should think that a person falls ill with the Will of Allah. This does not mean that this Hadith denies the infectious character of certain diseases but it attempts to correct one's belief, namely that if Allah wills something, it will certainly occur. Thus, this Hadith proves that even in infectious diseases it is not the disease itself which is the real cause but the Preordainment and Will of Allah.
2. Similar is the case of bad omens. These have no significance at all. If any suspicion crosses one's mind by seeing something, he should neither attach any importance to it nor act what the suspicion demands. Good omen is permissible for the reason that it inclines one to associate good hopes with Allah, which is a highly commendable tendency. Thus, it also induces one to always utter something nice and to listen to what is nice so that in both cases it occasions good omens. One should always abstain from saying what is repulsive to the listeners and tends to be a bad omen.
[1675] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رسول الله : « لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ . وإنْ كَانَ الشُّؤمُ في شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ ، وَالمَرْأَةِ ، والفَرَسِ » . متفق عَلَيْهِ . قال البخاري : باب لا عدوى . وذكر حديث ابن عمر ، وأنس . وحديث أبي هريرة : « لا توردوا الممرض على المُصِحِّ » . وحديثه أيضًا : أنَّ رسول الله قال : « لا عدوى » . فقام أعرابي فقال : أرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال الظباء ، فيأتيها البعير الأجرب فتجرب ؟ قال النبي : « فمن أعدى الأول » .وقال أيضًا : باب الجذام . وذكر حديث أبي هريرة قال : قالَ رسول الله : « لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة ، ولا صفر ، وفِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد » . قال الحافظ : وأخرج مسلم من حديث عمرو بن الشريد الثقفي عن أبيه ، قال : كان في وفد ثقيف رجل مجذوم ، فأرسل إليه رسول الله : « إنا قد بايعناك فارجع » . قال عياض : اختلفت الآثار في المجذوم ، فجاء ما تقدم عن جابر : أنَّ النبي أكل مع مجذوم ، وقال : « ثقةً بالله ، وتوكلاً عليه » . قال : مذهب عمر وجماعة من السلف إلى الأكل معه ، ورأوا أن الأمر باجتنابه منسوخ . والصحيح الذي عليه الأكثر ويتعين المصير إليه أنْ لا نسخ ، بل يجب الجمع بين الحديثين ، وحملِ الأمر باجتنابه والفرارِ منه على الاستحباب والاحتياط ، والأكل معه على بيان الجواز . وقال القرطبي : إنما نهى رسول الله عن إيراد الممرض على المصح ، مخافةَ الوقوع ، فيما وقع فيه أهل الجاهلية من اعتقاد العدوى ، أو مخافة تشويش النفوس ، وتأثير الأوهام ، وهو نحو قوله : « فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد » . وإنْ كنا نعتقد أنَّ الجذام لا يُعْدي ، لكنا نجد في أنفسنا نفرة وكراهية لمخالطته ، حتى لو أكره إنسان نفسه على القرب منه وعلى مجالسته لتأذّت نفسه بذلك ، فحينئذ فالأولى للمؤمن أنْ لا يتعرض إلى ما يحتاج فيه إلى مجاهدة ، فيجتنب طرق الأوهام ، ويباعد أسباب الآلام ، مع أنه يعتقد أنْ لا ينجي حذرٌ من قدر . والله أعلم . انتهى ملخصًا . قوله : « لا عدوى ، ولا طيرة ، ويعجبني الفأل » . قالوا : وما الفأل ؟ قال : « كلمة طيبة » . « وإنْ كان الشؤم في شيء ، ففي الدار ، والمرأة ، والفرس » . قال الشارح : خص هذه الثلاث بالذكر لطول ملازمتها ، ولأنها أكثر ما يتطير به الناس ، فمن وقع في نفسه منها شيء تركه ، واستبدل به غيره . وللحاكم : « ثلاث من الشقاء : المرأة تراها تسوؤك ، أو تحمل لسانها عليك ، والدابة تكون قطوفًا فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركتها لم تلحق أصحابك . والدار تكون ضيقة قليلة المرافق » .
1675. Ibn 'Umar (May Allah be pleased with them) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "There is no infection and no evil omen; but if there is anything (that may be a source of trouble) then it could be a house, a horse, and a woman."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: This Hadith means that nothing is ominous by itself. It is, however, true that because of their certain characteristics, certain things become ominous (troublesome) for certain persons. For example, if one has a small house or bad neighbours, he does not feel happy and peaceful in it. If one's wife is sterile or rude or abusive or immoral, etc., such a woman is ominous for him, that is, she is a source of trouble and tension rather than that of happiness for him. If one has a horse which is not used for Jihad, or is so ill-natured that it neither goes well ordinarily or with whipping, nor does it behave when left to its own will, then it has an ominousness in the sense that it does not serve the purpose of the master.
[1676] وعن بُريْدَةَ أنَّ النبيَّ كَانَ لا يَتَطَيَّرُ . رواه أَبُو داود بإسناد صحيح . قوله : كان لا يتطير ، أي : من أي شيء ، بل يتوكل على الله .
1676. Buraidah (May Allah be pleased with him) said: The Prophet never took ill omens.
[Abu Dawud].
Commentary: In pursuance of the teachings and practices of the Prophet (PBUH), one should abstain from taking a bad omen. If some suspicion arises in one's mind which is ominous then he must not do what it impels.
[1677] وعن عُروة بن عامر قال : ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ فقالَ : « أحْسَنُهَا الفَألُ . وَلا تَرُدُّ مُسْلِماً فإذا رَأى أحَدُكُمْ ما يَكْرَهُ ، فَليْقلْ : اللَّهُمَّ لا يَأتِي بِالحَسَناتِ إلا أنْتَ ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلا أنْتَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِكَ » . حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح . قال البخاري : باب الفأل . وذكر حديث أبي هريرة قال : قال النبي : « لا طيرة . وخيرها الفأل » . قالوا : وما الفأل يا رسول الله ؟! قال : « الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم » . وحديث أنس عن النبي قال : « لا عدوى ، ولا طيرة ، ويعجبني الفأل الصالح ، الكلمة الحسنة » . قال الحافظ : وأخرج ابن ماجة بسند حسن عن أبي هريرة رفعه : كان يعجبه الفأل ، ويكره الطيرة . وأخرج الترمذي من حديث حابس التميمي أنه سمع النبي يقول : « العين حق ، وأصدق الطيرة الفأل » . قال الخطابي : الفرق بين الفأل والطيرة . أنَّ الفأل من طريق حُسن الظن بالله ، والطيرة لا تكون إلا في السوء ، فلذلك كُرهت . قال ابن بطال : جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة ، والأنس بها ، كما جعل فيهم الارتياح بالنظر الأنيق ، والماء الصافي ، وإنْ كان لا يملكه ، ولا يشربه . وأخرج الترمذي وصححه من حديث أنس : أن النبي كان إذا خرج لجاجته يعجبه أنْ يسمع يا نجيح ، يا راشد . وأخرج أبو داود بسند حسن عن بريدة ، أن النبي كان لا يتطير من شيء ، وكان إذا بعث عاملاً يسأل عن اسمه ، فإذا أعجبه فرح به ، وإن كره اسمه رؤي كراهة ذلك في وجهه . وقال الطيبي : معنى الترخص في الفأل ، والمنع من الطيرة ، لو رأى شيئًا فظنه حسنًا محرضًا على طلب حاجته فليفعل ذلك ، وإن رآه بضد ذلك فلا يقبله ، بل يمضي لسبيله ، فلو قبل وانتهى عن المضي فهو الطيرة التي اختصت بأن تستعمل في الشؤم ، والله أعلم . انتهى ملخصًا .
1677. 'Urwah bin 'Amir (May Allah be pleased with him) said: When talking of omens was mentioned in the presence of the Messenger of Allah (PBUH) he said, "The best type of omen is the good omen." He added, "A Muslim should not refrain from anything because of an omen." He (PBUH) told them, "When any of you sees anything which he dislikes, he should say: 'Allahuma la ya'ti bil-hasanati illa Anta, wa la yadfa'us-sayyi'ati illa Anta, wa la hawla wa la quwwata illa Bika (O Allah ! You Alone bring good things; You Alone avert evil things, and there is no might or power but in You)."'
[Abu Dawud with Sahih Isnad].
Commentary:
1. Tiyarah means taking omen. This applies to good as well as bad omens. Muslims are required to take good omen only. For this reason, when a Muslim resolves to do something good then a bad omen should not impede his way because he believes that it is Allah Alone who brings about every thing. He should also pray to Allah for the removal of mischief.
2. When such things from which people usually take a bad omen create suspicions in one's mind, then it is Mustahabb (desirable) to recite the prayer mentioned in this Hadith. Thus, what we learn from this Hadith is that if a Muslim comes across something repulsive, he should pray to Allah for something auspicious. He should also pray to Allah for granting him the power and ability to abstain from evils.