![]() |
||||||
قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا في صُدُورُهِمْ مِنْ غِلٍّ إخْواناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾ [ الحجر (45 : 48) ] . الجنات : البساتين . وقوله : ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ﴾ ، أي : سالمين من الآفات ، مسلم عليكم ﴿ آمِنِينَ ﴾ ، أي : من كل خوف وفزع ، ولا تخشوا من إخراج ، ولا انقطاع ، ولا فناء ، وقوله : ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ ، الغل : الشحناء والعدواة ، والحقد ، والحسد . وعن أبي أمامة : قال : « لا يدخل الجنة مؤمن ، حتى ينزع الله ما في صدره من غل ، حتى ينزع منه مثل السبع الضاري » . وفي الصحيح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال : « يخلص المؤمن من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتصّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ، أذن لهم في دخول الجنة . وقوله تعالى : ﴿ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ ، أي : تعب ﴿ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾ . قال البغوي : هذه أنص آية في القرآن على الخلود . وقال ابن كثير ، وقوله : ﴿ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ ، يعني المشقة والأذى ، كما جاء في الصحيحين : « إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب » ﴿ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾ ، كما جاء في الحديث : « يقال : يا أهل الجنة ، إن لكم أن تصحوا ، فلا تمرضوا أبدًا . وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدًا . وإن لكم أن تقيموا ، فلا تظعنوا أبدًا » . وقال الله تعالى : ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾ [ الكهف (108) ] .وقال تَعَالَى : ﴿ يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [ الزخرف (68 : 73) ] . قال ابن كثير : وقوله تبارك وتعالى : ﴿ يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ ، ثم بشرهم ، فقال : ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ ، أي : آمنت قلوبهم وبواطنهم ، وانقادات لشرع الله جوارحهم وظواهرهم . قال المعتمر بن سليمان : ، عن أبيه : إذا كان يوم القيامة ، فإن الناس حين يبعثون لا يبقى أحد منهم إلا فزع ، فينادي منادٍ : ﴿ يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ ، فيرجوها الناس كلهم . قال : فيتبعها ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ ، قال : فييأس الناس منها غير المؤمنين ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ﴾ ، أي : يقال لهم : ادخلوا الجنة ﴿ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ ، أي : تتنعمون وتسعدون ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ ، أي : زبادي آنية الطعام : ﴿ وَأَكْوَابٍ ﴾ ، وهي آنية الشراب ، أي : من ذهب لا خراطيم لها ، ولا عرى ، ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ ﴾ ، أي : طيب الطعم والريح ، وحسن المنظر . ثم ذكر أحاديث ، منها : ما رواه أحمد : حدثنا حسن ، هو ابن موسى ، حدثنا مسكين بن عبد العزيز ، حدثنا أبو الأشعث الضرير ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالَ رسول الله : « إن أدنى أهل الجنة منزلة من له لسبع درجات ، وهو على السادسة ، وفوقه السابعة . وإن له لثلاث مئة خادم ، ويغدى عليه ويراح كل يوم ثلاث مئة صحفة » ، ولا أعلمه قال : إلا من ذهب ، « في كل صحفة لون ليس في الأخرى ، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره . ومن الأشربة ثلاثة مئة إناء ، في كل إناء لون ليس في الآخر . وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره . وإنه ليقول : يَا رب ، لو آذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء . وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا ، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض » . وقوله تعالى : ﴿ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ ، أي : في الجنة ﴿ خَالِدُونَ ﴾ ، أي : لا تخرجون عنها ، ولا تبغون عنها حولاً . ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان : ﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ، أي : أعمالكم الصالحة كانت سببًا لشمول رحمة الله إياكم ، فإنه لا يدخل أحدًا عمله الجنة ، ولكن برحمة الله وفضله . وإنما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات . وقوله تعالى : ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ ﴾ ، أي : من جميع الأنواع : ﴿ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ ، أي : مهما اخترتم وأردتم . ولما ذكر الطعام والشراب ، ذكر بعده الفاكهة ، لتتم النعمة والغبطة . والله تعالى أعلم ، انتهى ملخصًا .وقال تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [ الدخان (51 : 57) ] . قال ابن كثير : إن المتقين ، أي : لله في الدنيا ﴿ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ ، أي : في الآخرة ، وهو الجنة ، قد آمنوا فيها من الموت ، والخروج من كل هم وحزن ، وجزع وتعب ونصب ، ومن الشيطان وكيده ، وسائر الآفات والمصائب ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ ، وهذا في مقابلة ما الأشقياء فيه من شجرة الزقوم وشرب الحميم . وقوله تعالى : ﴿ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ ﴾ وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها ﴿ وَإِسْتَبْرَقٍ ﴾ وهو ما فيه بريق ولمعان ، وذلك كالرياش وما يلبس على أعالي القماش ﴿ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ ، أي : على سرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره . وقوله تعالى : ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ ، أي : هذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحور العين الحسان ، اللاتي لم يطمثهنَّ إنس قبلهم ولا جان ، كأنهن الياقوت والمرجان . وذكر حديث أنس : « لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك الماء ، لعذوبة ريقها » . وقوله عزَّ وجلّ : ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴾ ، أي : مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم ، وهم آمنون من انقطاعه ، وامتناعه ، بل يحضر إليهم كلما أرادوا . وقوله : ﴿ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى ﴾ هذا استثناء يؤكد النفي ، فإنه استثناء منقطع ، ومعناه : أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدًا . كما ثبت في الصحيحين ، أن رسول الله قال : « يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ، ثم يذبح ، ثم يقال : يَا أهل الجنة ، خلود فلا موت . ويَا أهل النار خلود فلا موت » . وذكر أحاديث منها : ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالَ رسول الله : « من اتقى الله دخل الجنة ، ينعم فيها ولا ييأس ، ويحيا فيها فلا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه » . وحديث جابر رضي الله عنه قال : قيل : يَا رسول الله ، هل ينام أهل الجنة ؟ فقال : « النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون » . وقوله تعالى : ﴿ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ ، أي : مع هذا النعيم العظيم المقيم ، وقد وقاهم وسلمهم ونجاهم وزحزحهم عن العذاب الأليم في دركات الجحيم ، فحصل لهم المطلوب ، ونجاهم من المرهوب ولهذا قال عزَّ وجلّ : ﴿ فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ ، أي : إنما كان هذا بفضله عليهم ، وإحسانه إليهم . كما ثبت في الصحيح ، عن رسول الله ، أنه قال : « اعملوا وسدّدوا ، وقاربوا ، واعلموا أنَّ أحدًا لن يدخله عمله الجنة » ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : « ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل » .وقال تعالى : ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [ المطففين (22 : 28) ] . قال ابن كثير : ثم قال تعالى : ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ ، أي : يوم القيامة هم في نعيم مقيم ، وجنات فيها فضل عميم . ﴿ عَلَى الأَرَائِكِ ﴾ ، وهي السرر تحت الحجال ، ينظرون في ملكهم ، وما أعطاهم الله من الخير ، والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد . وقيل : معناه على الأرائك ينظرون إلى الله عزَّ وجلّ ، وهذا مقابل لما وصف به أوئك الفجار : ﴿ كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ . فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله عزَّ وجلّ ، وهم عى سررهم وفرشهم . كما تقدم في حديث ابن عمر : « إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة ، يرى أقصاه كما يرى أدناه ، وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله عزَّ وجلّ في اليوم مرتين » . وقوله تعالى : ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ ، أي : تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم نضرة النعيم ، أي : صفة الرأفة ، والحشمة ، والسرور ، والدّعة ، والرياسة ، مما هم فيه من النعيم العظيم . وقوله تعالى : ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾ ، أي : يسقون من خمر من الجنة ، والرحيق : من أسماء الخمر . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، والحسن وقتادة ، وابن زيد . قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حثنا زهير ، عن سعد أبي المجاهد الطائي ، عن عطية بن سعيد العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، أراه قد رفعه إلى النبي ، قال : « أيما مؤمن سقى مؤمنًا شربة ماء على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم ، وأيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، وأيّما مؤمن كسا مؤمنًا ثوبًا على عري كساه الله من خضر الجنة » . وقال ابن مسعود في قوله : ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ ، أي : خلطه مسك . وقال العوفي : عن ابن عباس : طيَّب الله لهم الخمر ، فكان آخر شيء جعل فيها مسك ، ختم بمسك . كذا قال قتادة والضحاك . وقال إبراهيم والحسن : ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ ، أي : عاقبته مسك . وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا يحيى بن واضح ، حدثنا أبو حمزة ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن أبي الدرداء ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ ، قال : شراب أبيض مثل القصَّة يختمون به شرابهم ، ولو أن رجلاً من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها . وقال ابن أبي نجيح : عن مجاهد : ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ ، قال : طيبه مسك . وقوله تعالى : ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ ، أي : وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويتكاثر ويسبق إلى مثله المستبقون ، وليتباهى ويتكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون كقوله تعالى : ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ ﴾ [ الصافات (61) ] . وقوله تعالى : ﴿ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴾ ، أي : ومزاج هذا الرحيق الموصوف ، من تسنيم ، أي : شراب يقال له : تسنيم ، وهو : أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه . قاله أبو صالح ، والضحاك . ولهذا قال : ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ ، أي : يشربها المقربون صرفًا ، وتمزج لأصحاب اليمين مزجًا . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، وقتادة وغيرهم . انتهى . وقال ابن كثير : - أيضًا - على قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ﴾ [ الإنسان (5 ، 6) ] ، وقد علم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة . قال الحسن : برد الكافور في طيب الزنجبيل ، ولهذا قال ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً﴾ ، أي : هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفًا ، بلا مزج ، ويروون بها . وقوله تعالى : ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً ﴾ ، أي : ويسقون ، يعني الأبرار أيضًا في هذه الأكواب كأسًا ، أي : خمرًا كان مزاجها زنجبيلاً ، فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور ، وهو بارد ، وتارة بالزنجبيل وهو حار ، ليعتدل الأمر ، وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارة ، ومن هذا تارة . وأما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صرفًا ، وقد تقدم قوله : ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ﴾ ، وقال ها هنا : ﴿ عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ﴾ ، أي : الزنجبيل عين في الجنة ، تسمى سلسبيلاً . قال عكرمة : اسم عين في الجنة . وقال قتادة : ﴿ عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ﴾ عين : سلسة مستقيد ماؤها . وحكى ابن جيرير ، عن بعضهم : أنها سميت بذلك لسلاستها في الحلق . واختار هو أنها تعم ذلك كله ، وهو كما قال : انتهى ملخصًا . والآيات في الباب كثيرة معلومة . أي : والآيات القرآنية فيما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة كثيرة في القرآن قال الله تعالى ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾ [ الزمر (20) ] . وقال تعالى : ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً ﴾ [ النبأ (31 : 36) ] ، وقال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [ البينة (7 ، 8) ] . وقال تعالى : ﴿ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴾ [ ص : (49 : 54) ] . وقال تعالى : ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ ، إلى قوله تعالى : ﴿ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ [ الآيات الرحمن (46 ، 62) ] . وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاً ظَلِيلاً ﴾ . [ النساء (57) ] . وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ الأعراف (42 ، 43) ] . وقال تعالى : ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الزمر (73 : 75) ] .
Allah, the Exalted, says:
"Truly, the Muttaqun (the pious and righteous persons) will be amidst Gardens and water-springs (Jannah). (It will be said to them): 'Enter therein (Jannah), in peace and security.' And We shall remove from their breasts any deep feeling of bitterness (that they may have). (So they will be like) brothers facing each other on thrones. No sense of fatigue shall touch them, nor shall they (ever) be asked to leave it." (15:45-48)
"(It will be said to the believers of Islamic Monotheism): 'My slaves! No fear shall be on you this Day, nor shall you grieve. (You) who believed in Our Ayat (proofs, verses, lessons, signs, revelations, etc.) and were Muslims (i.e., who submit totally to Allah's Will, and believe in the Oneness of Allah). Enter Jannah, you and your wives, in happiness.' Trays of gold and cups will be passed round them; (there will be) therein all that inner-selves could desire, and all that eyes could delight in and you will abide therein forever. This is the Jannah which you have been made to inherit because of your deeds which you used to do (in the life of the world). Therein for you will be fruits in plenty, of which you will eat (as you desire)." (43:68-73)
"Verily, the Muttaqun (the pious), will be in place of security (Jannah). Among Gardens and springs. Dressed in fine silk and (also) in thick silk, facing each other. So (it will be). And We shall marry them to Hur (fair females) with wide, lovely eyes. They will call therein for every kind of fruit in peace and security. They will never taste death therein except the first death (of this world), and He will save them from the torment of the blazing Fire. As a bounty from your Rubb! That will be the supreme success!" (44:51-57)
"Verily, Al-Abrar (the pious and righteous) will be in Delight (Jannah). On thrones, looking (at all things). You will recognise in their faces the brightness of delight. They will be given to drink of pure sealed wine. The last thereof (that wine) will be the smell of musk, and for this let (all) those strive who want to strive (i.e., hasten earnestly to the obedience of Allah). It (that wine) will be mixed with Tasnim. A spring whereof drink those nearest to Allah." (83:22-28)
The Qur'anic Ayat on the subject are many and well-known.
[1880] وعن جابر قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ : « يَأكُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ فِيهَا ، وَيَشْرَبُونَ ، وَلا يَتَغَوَّطُونَ ، وَلا يَمْتَخِطُونَ ، وَلا يَبُولُونَ ، وَلكِنْ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ جُشَاءٌ كَرَشْحِ المِسْكِ ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّكْبِيرَ ، كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ » . رواه مسلم . قال ابن الجوزي : لما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال ، لم يكن فيها أذى ولا فضلة تستقذر ، بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه . وقوله : « يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس » . قال القرطبي : وجه التشبيه أن تنفس الإنسان لا كلفة عليه فيه ، ولا بد له منه ، فجعل تنفسهم تسبيحًا ، وسببه : أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب ، وامتلأت بحبه ، ومن أحب شيئًا أكثر من ذكره .
1880. Jabir (May Allah be pleased with him) reported: The Messenger of Allah (PBUH) said, "The inhabitants of Jannah will eat and drink therein, but they will not have to pass excrement, to blow their noses or to urinate. Their food will be digested producing belch which will give out a smell like that of musk. They will be inspired to declare the freedom of Allah from imperfection and proclaim His Greatness as easily as you breathe."
[Muslim].
Commentary: Belching the vapours of musk means that after meals one would not feel heaviness and acidity. On the other hand, the belch will give out scented air, and the food will be digested by it. There will be no excrement or urine there.
Secondly, recitation of Allah's Name will ever remain on their tongues without the least effort like the way we breathe, without any effort whatsoever. In other words the food in Jannah would be so light and fine that there would be no disagreeable urine excrement. On the other hand, there will only be fine smell like that of musk.
[1881] وعن أَبي هريرة قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ : « قَالَ اللهُ تَعَالَى : أعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ : ﴿ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [ السجدة (17) ] » . متفق عَلَيْهِ . معناه : أن الله تعالى أعد لعباده الصالحين في الجنة نعيمًا غير ما أطلعهم عليه ، وأخبرهم به .
1881. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "Allah, the Exalted, has said: 'I have prepared for my righteous slaves what no eye has seen, no ear has heard, and the mind of no man has conceived.' If you wish, recite:
'No person knows what is kept hidden for them of joy as a reward for what they used to do."' (32:17)
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: About the gifts and pleasures of Jannah, here a Hadith has been stated in the Words of Allah. The subject matter is confirmed from the Verse of the Qur'an given in the text of the Hadith.
[1882] وعنه قَالَ : قَالَ رسولُ الله : « أَوَّلُ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إضَاءةً ، لا يَبُولُونَ ، وَلا يَتَغَوَّطُونَ ، وَلا يَتْفُلُونَ ، وَلا يَمْتَخِطُونَ . أمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ ، وَمَجَامِرُهُمُ الأُلُوَّةُ - عُودُ الطِّيبِ - أزْوَاجُهُمُ الحُورُ العيْنُ ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً فِي السَّمَاءِ » . متفق عَلَيْهِ . وفي رواية للبخاري ومسلم : « آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ . وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ ، لا اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ ، وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبُ وَاحِدٍ ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِياً » . قوله : « عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ واحدٍ » . رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللام وبعضهم بضمهما وكلاهما صحيح . قوله : « لا يبولون ، ولا يتغوَّطون ، ولا يتفلَّون ، ولا يتمخَطون » . قال الحافظ : قد اشتمل ذلك على نفي جميع النقص عنهم . قوله : « ولكل واحد منهم زوجتان » ، أي : من بنات آدم سوى الحور .
1882. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "The first group (of people) to enter Jannah will be shining like the moon on a full-moon night. Then will come those who follow them who will be like the most shining planet in the sky. They will not stand in need of urinating or relieving of nature or of spitting or blowing their noses. Their combs will be of gold and their sweat will smell like musk; in their censers the aloes-wood will be used. Their wives will be large eyed maidens. All men will be alike in the form of their father 'Adam, sixty cubits tall."
Another narration is: The Messenger of Allah (PBUH) said, "Their utensils will be of gold, their perspiration will smell like musk; everyone of them will have two wives; the marrow of the bones of the wives' legs will be seen through the flesh out of excessive beauty. They (i.e., the people of Jannah) will neither have difference, nor enmity (hatred) amongst themselves; their hearts will be as if one heart, and they will be glorifying Allah in the morning and in the afternoon."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary:
1. The people in the Jannah would be similar in shape and height, etc. There would be no differences between them. It won't be that one person is beautiful and the other ugly or one is fair in colour and the other is black. This is one view. The other view is that they would be similar in being good mannered and the desirable and loving disposition. They will be on the highest pedestal of ethics, etiquette, politeness and morality. None of them would be immoral, discourteous or ill-tempered.
2. Everyone there would have two wives. They would either be from the houris or from the humans. The narration, which claims that every one would have seventy-two wives has a weak chain of narrators. However, in one narration of At-Tirmidhi which has been claimed to be Sahih, it is stated that a martyr would get seventy-two wives. (At-Tirmidhi, Chapter about the Superiority of Jihad). Then the saying, "One would get in the Jannah what he wants" may also be considered and so the possibility of more than two wives cannot be denied.
3. Hur is the plural of Howra It means white and pink. So it is said that one would be bewildered to see their beauty. 'Ein is the plural of 'Aina' It means one having large eyes like a deer. In another narration it is said that if any one of them just peeps towards our earth, the whole space would be filled with scent and all the space would be lighted. Her sheet of cloth used to cover the head and the bosom would be so precious that its cost would exceed this whole material earth. (Sahih Al-Bukhari, Book of Jihad, Chapter about Houri).
[1883] وعن المغيرةِ بن شعبة عن رسُولِ الله قال : « سألَ مُوسَى رَبَّهُ : ما أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً ؟ قال : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ ، فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الجَنَّةَ . فَيَقُولُ : أيْ رَبِّ ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ، وأخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ؟ فَيُقَالُ لَهُ : أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا ؟ فَيقُولُ : رَضِيْتُ رَبِّ ، فَيقُولُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ ، فَيقُولُ في الخامِسَةِ . رَضِيْتُ رَبِّ ، فَيقُولُ : هذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ . فَيقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ . قَالَ : رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً ؟ قالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ ؛ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي ، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا ، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ » . رواه مسلم . قوله : « ولك ما اشتهت نفسك ، ولذّت عينك » ، هذا شامل لكل أحد من أهل الجنة . قال تعالى : ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ ﴾ [ الزخرف (71) ] .
1883. Al-Mughirah bin Shu'bah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "Musa (Moses) (PBUH) asked his Rubb: 'Who amongst the inhabitants of Jannah will be the lowest in rank?' He said: 'It will be a person who will be admitted into Jannah last of all when all the dwellers of Jannah have entered Jannah. It will be said to him: Enter Jannah. But he will say: O my Rubb! How should I enter while the people have settled in their apartments and taken their shares? It will be said to him: Will you be satisfied and pleased if you have a kingdom like that of a monarch of the world? He will say: I will be content, my Rubb. Allah will say: For you is that, and like that and like that and like that and like that. He will say at the fifth time: I am well-pleased, my Rubb. Allah will say: It is for you and ten times more like it. You will have whatever your soul desires and whatever your eyes could delight in. He will say: I am well-pleased, my Rubb.' Musa (PBUH) said: 'Who will be of the highest rank in Jannah.' Allah said: 'They are those whom I chose and I established their honour with My Own Hand. I attest with My Seal that they will be blessed with such bounties as no eye has seen, no ear has heard and no human mind has perceived."'
[Muslim].
Commentary: This Hadith highlights Allah's unbounded Mercy and Bounty upon His slaves in Jannah although they do not deserve all that.
[1884] وعن ابن مسعود قال : قال رسولُ اللهِ : « إنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجاً مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ . رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْواً ، فَيقُولُ اللهُ له : اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَيَأتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى ، فَيَرْجِعُ ، فَيقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى ! فَيَقُولُ اللهُ له : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فيأتِيهَا ، فَيُخيَّلُ إليهِ أنَّها مَلأى ، فيَرْجِعُ . فَيَقولُ : يا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأى ، فيقُولُ اللهُ لَهُ : اذهبْ فَادخُلِ الجنَّةَ . فَإنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشرَةَ أَمْثَالِهَا ؛ أوْ إنَّ لَكَ مِثْلَ عَشرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا ، فَيقُولُ : أتَسْخَرُ بِي ، أَوْ تَضْحَكُ بِي وَأنْتَ المَلِكُ » قال : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رسولَ اللهِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَكَانَ يقولُ : « ذلِكَ أَدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً » . متفق عليه .
1884. 'Abdullah bin Mas'ud (May Allah be pleased with him) reported: The Messenger of Allah (PBUH) said, "I know of the last of the inhabitants of the Hell to be taken out from there and the last one to enter Jannah. He is a man who will come out of the Fire, crawling on all fours. Allah, the Rubb of glory and honour will say to him: 'Go and enter Jannah.' He will go to it and think that it is full up. He will then come back and say: 'O my Rubb, it is full up.' Allah will say to him: 'Go and enter Jannah.' He will again go to it and think that it is full up. So he will turn back. Allah will again say: 'Go and enter Jannah. For you have what is equal to ten times the world.' He will say: 'Are You making fun of me while You are the King?" At this I (i.e., the narrator) saw the Messenger of Allah (PBUH) laugh till his premolars were visible and he said, "Such man will be the last dweller of Jannah in its lowest rank."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: The general habit of the Prophet (PBUH) was just to smile. But while telling about the gifts and honours about an ordinary person in Jannah, he could not help laughing in a manner that his molars became visible. The person on the lowest pedestal in Jannah will be given ten times better things and gifts that could he had on this earth. May Allah admit us into Jannah in His Mercy. Amin.
[1885] وعن أبي موسى أنَّ النبيَّ قال : « إنَّ لِلمُؤْمِنِ فِي الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُها في السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلاً . لِلمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُ فَلا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً » متفق عليه .« المِيلُ » : سِتة آلافِ ذِراعٍ . في رواية لمسلم : « عرضها ستون ميلاً » . قال النووي : ولا معارضة بينهما ، فعرضها في مساحة أرضها ، وطولها في العلو متساويان .
1885. Abu Musa (May Allah be pleased with him) said: The Prophet (PBUH) said, "In Jannah the believer will have a tent made of a single hollowed pearl of which the length will be sixty miles in the sky. The believer will have his wives with him and he will visit them and they will not be able to see one another."
[Al-Bukhari and Muslim].
[1886] وعن أبي سعيد الخدري عن النبي قال : « إنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّريعَ مِئَةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُها » . متفق عليه . وروياه في الصحيحين أيضاً من رواية أبي هريرة قال : « يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مئةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُها » . في هذا الحديث : بيان سعة الجنة . قال تعالى : ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [ الحديد (21) ] . وقال تعالى : ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [ آل عمران (133) ] . قال البغوي : أي : عرضها كعرض السماوات والأرض ، أي : سعتها . وإنما ذكر العرض على المبالغة لأن طول كل شيء في الأكثر والأغلب أكثر من عرضه . يقول : هذه صفةُ عَرْضِها فكيف طولها . قال الزهري : إنما وصف عرضها ، فأما طولها فلا يعلمه إلا الله ، وهذ على التمثيل ، لا أنها كالسماوات والأرض لا غير معناه كعرض السماوات والأرضين السبع عند ظنكم . وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن الجنة أفي السماء أم في الأرض ؟ فقال : أي أرضٍ وسماء تسع الجنة ! فقيل : فأين هي ؟ قال : فوق السماوات السبع تحت العرش . قال قتادة : كانوا يرون الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش ، وأن جهنم تحت الأرضين السبع . انتهى ملخصًا . ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيح : « إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، وسقفها عرش الرحمن » . وكذلك ما رواه الترمذي ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قالَ رسول الله : « في الجنة مئة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلاها درجة ، منها تفجّر أنهار الجنة الأربعة ، ومن فوقها يكون العرش ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى » .
1886. Abu Sa'id Al-Khudri (May Allah be pleased with him) said: The Prophet (PBUH) said, "There is a tree in Jannah that is so huge that if a rider of a swift horse has to cover its distance from one end to another in one hundred years, he will not be able to do so."
Another narration from Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) is: The Messenger of Allah (PBUH) said, "A rider will not be able to cross its (the tree's) shade even after travelling for one hundred years."
[Al-Bukhari and Muslim]
Commentary: The horse referred to in the Hadith in described in the Arabic text as 'Mudhammar' i.e., a specially trained and well-looked after horse. Such a horse is first fattened by supplying it with large quantities of food. Then slowly the quantity of food given to it is decreased and it is made to sweat in a hot room until it loses weight and thus, becomes fit for running.
The Arabic word "dhil" translated here as 'shade,' in fact, refers to the expansiveness and vastness of the tree. It does not necessarily mean shade in the ordinary sense, as there will be no sun or heat there. Here the expansiveness and vastness of the trees of Jannah has been mentioned. Allah can do what He likes and create whatever He likes.
[1887] وعنه عن النبيِّ قال : « إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُق مِنَ المَشْرِقِ أو المَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ » قالُوا : يا رسول الله ؛ تِلْكَ مَنَازِلُ الأنبياء لا يَبْلُغُها غَيْرُهُمْ قال : « بَلَى والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ » . متفق عليه . قوله : « كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب » ، أي : أهل الجنة متفاوتوا المنازل بحسب درجاتهم في الفضل ، حتى إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم ، كالنجوم . قال القرطبي : شبه رؤية الرائي في الجنة صاحب الغرفة ، برؤية الرائي الكوكب المضيء الباقي في جانب الشرق أو الغرب في الاستضاءة مع البعد ، وفائدة ذكر المشرق والمغرب بيان الرفعة ، وشدة البعد . والمراد بالأفق : السماء .
1887. Abu Sa'id Al-Khudri (May Allah be pleased with him) said: The Prophet (PBUH) said, "The dwellers of Jannah will look at those in the upper abodes above them as you look at a shining star which remains in the eastern or western horizon; such will be the difference in superiority which some of them have over others." The Messenger of Allah (PBUH) was asked: "Will those be the dwellings of the Prophets which no one else will be able to reach?" He (PBUH) replied, "Yes, but by Him in Whose Hand my soul is! men who believed in Allah and acknowledged the truthfulness of the Messengers will reach them."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: In Jannah, people will have different grades according to the strength of their Belief and love of Allah. Some people will be on a position near that of the Prophets. May Allah grant us such lofty places. Amin.
[1888] وعن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ قال : « لَقَابُ قَوْسٍ أَحَدِكم مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وتَغْرُبُ » متفق عليه . أي : هذا القدر من الجنة خير مما في الدنيا أجمع ، لنفاسته ولدوامه وبقائه ، كما في الحديث الآخر : « وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها » .
1888. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "A space in Jannah equal to the distance between the middle and the end of a bow will be better than all that upon which the sun rises and sets."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: Just a very small -- a wee bit of a place in the Jannah is better than the whole world, as this world would soon come to an end while Jannah will be eternal.
[1889] وعن أنس أنَّ رسول الله قال : « إنَّ في الجَنَّةِ سُوقاً يَأتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ . فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ ، فَتَحْثُو في وُجُوهِهِم وَثِيَابِهِمْ ، فَيَزدَادُونَ حُسناً وَجَمَالاً فَيَرْجِعُونَ إلَى أَهْلِيهِمْ ، وَقَد ازْدَادُوا حُسْناً وَجَمَالاً ، فَيقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ : وَاللهِ لقدِ ازْدَدْتُمْ حُسْناً وَجَمَالاً ! فَيقُولُونَ : وَأنْتُمْ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْناً وَجَمالاً » ! . رواه مسلم . قال النووي : المراد بالسُّوق هنا ، مجتمع لهم يجتمعون فيه كما يجتمع الناس في الدنيا في أسواقها ، أي : تعرض الأشياء على أهلها ، فيأخذ كل منهم ما أراد . وقوله : « يأتونها كل جمعة » ، أي : في مقدار كل أسبوع لفقد الشمس والليل والنهار . وقوله : « فتهب عليهم ريح الشمال – بفتح الشين وكسرها – فتحثو في وجوههم وثيابهم » ، حذف المفعول لتعميم ما تحثو به من النعيم . فيزدادون حسنًا وجمالاً . عطف الجمال على الحسن ، من عطف الخاص على العام .
1889. Anas (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "In Jannah there is a market to which the people will come every Friday. The northern wind will blow and shower fragrance on their faces and clothes and, consequently, it will enhance their beauty and loveliness. They will then return to their wives who will also have increased in their beauty and loveliness, and their families will say to them: 'We swear by Allah that you have been increased in beauty and loveliness since leaving us.' Thereupon they will reply: 'We swear by Allah that you have also been increased in beauty and loveliness since we left you."'
[Muslim].
Commentary: Bazaar refers to a place of gathering, where everything will be available, free of cost. Similarly, Jumu'ah means that people will gather there for a time period equal to that of Jumu'ah, as there will be no sun, nor night and day. Another speciality of Jannah is that the beauty and charm of men and women will go on increasing and so the love and affection between husbands and wives will also keep on progressing and increasing. It will be just the opposite of what happens here in this world.
[1890] وعن سهل بن سعد أنَّ رسول الله قال : « إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَراءونَ الغُرَفَ فِي الجَنَّةِ كَمَا تَتَرَاءونَ الكَوكَبَ فِي السَّمَاءِ » متفق عليه . قال الشارح : هو بمعنى حديث أبي هريرة السابق ، إلا أن في ذلك أن الترائي لأهل الغرف ، وفي هذا نفس الغرف وهما متلازمان .
1890. Sahl bin Sa'd (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "The dwellers of Jannah will see the upper abodes of Jannah as you see the stars in the sky."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: See the Commentary on Hadith No. 1887
[1891] وعنه قال : شَهِدْتُ مِنَ النبيّ مَجْلِساً وَصَفَ فِيهِ الجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى ، ثُمَّ قَالَ في آخِرِ حَدِيثِهِ : « فيهَا مَا لا عَينٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ » ثُمَّ قَرَأَ : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ ﴾ إلى قوله تعالى : ﴿ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [ السجدة (16 : 17) ] . رواه البخاري . قوله : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [ السجدة (16) ] . أي : يتهجدون بالليل يدعون ربهم خوفًا وطمعًا . وعن أبي الدرداء ، وأبي ذر ، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم : هم الذين يصلون العشاء الآخرة ، والفجر في جماعة .
1891. Sahl bin Sa'd (May Allah be pleased with him) said: I was in the company of the Prophet (PBUH). He gave a description of Jannah and concluded with these words, "There will be bounties which no eye has seen, no ear has heard and no human heart has ever perceived." He (PBUH) then recited this Verse:
"Their sides forsake their beds, to invoke their Rubb in fear and hope, and they spend (in charity in Allah's Cause) out of what We have bestowed on them. No person knows what is kept hidden for them of joy..." (32:16,17)
[Al-Bukhari].
Commentary: The bliss of Jannah which has been mentioned in the narrations of the Prophet (PBUH) have also been alluded to in the above mentioned Ayat of the Noble Qur'an. That is why the Hadith is considered to be the authorized commentary of the Qur'an. It is commentary without which it is not possible to grasp the real meaning of the Qur'an.
[1892] وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما : أنَّ رسولَ اللهِ قال : « إذَا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ يُنَادِي مُنَادٍ : إنَّ لَكُمْ أنْ تَحْيَوْا ، فَلا تَمُوتُوا أَبَداً ، إنَّ لَكُمْ أنْ تَصِحُّوا ، فلا تَسْقَمُوا أبداً ، وإنَّ لَكمْ أنْ تَشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبداً ، وإنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا ، فَلا تَبْأسُوا أَبَداً » . رواه مسلم . إذا أمن ابن آدم من هذه الأربع ، كمّل عيشه : السقم ، والبؤس ، والهرم ، والموت ، وهي منتفية في الجنة .
1892. Abu Sa'id and Abu Hurairah (May Allah be pleased with them) reported: The Messenger of Allah (PBUH) said, "When the dwellers of Jannah enter Jannah, an announcer will call: (You have a promise from Allah that) you will live therein and you will never die; you will stay healthy therein and you will never fall ill; you will stay young and you will never become old; you will be under a constant bliss and you will never feel miserable."
[Muslim].
Commentary: We live in this world according to our life span but we never know when this life may come to an end. Youth is a fleeting experience and with the passage of time it turns into old age. One cannot even be sure about the ease in this life. Any time one may land into hardships. In short, nothing is constant in this world.
In Jannah, however, everything will be permanent. Life will be without any danger of death, there will be health without any risk of disease. There will be happiness and bliss without any fear of aging. Everywhere there will be happiness, ease, comfort, enjoyment without any pain, worry, hardship or distress.
[1893] وعن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ قال : « إنَّ أدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِن الجَنَّةِ أنْ يَقُولَ لَهُ : تَمَنَّ ، فَيَتَمَنَّى وَيَتَمَنَّى فَيقُولُ لَهُ : هَلْ تَمَنَّيتَ ؟ فيقولُ : نَعَمْ ، فيقُولُ لَهُ : فَإنَّ لَكَ ما تَمَنَّيتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ » . رواه مسلم . فيه : أن الله تعالى يعطي عباده في الجنة ما يتمنون ، ويزيدهم من فضله .
1893. Abu Hurairah (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "The lowest place of any of you in Jannah will be that Allah will tell him to express his wish. He will wish and wish again. Allah will then ask him: 'Have you expressed your wish?' He will answer: 'Yes, I have.' Allah will say: 'You will have what you have wished for and the like thereof along with it."'
[Muslim].
[1894] وعن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله قال : « إنَّ الله يَقُولُ لأَهْلِ الجَنَّةِ : يَا أهْلَ الجَنَّةِ ، فَيقولُونَ : لَبَّيكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، وَالخَيْرُ في يَديْكَ ، فَيقُولُ : هَلْ رَضِيتُم ؟ فَيقُولُونَ : وَمَا لَنَا لا نَرْضَى يَا رَبَّنَا وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أحداً مِنْ خَلْقِكَ ، فَيقُولُ : ألا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ؟ فَيقُولُونَ : وَأيُّ شَيءٍ أفْضَلُ مِنْ ذلِكَ ؟ فَيقُولُ : أُحِلُّ عَلَيكُمْ رِضْوَانِي فَلا أسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أبَداً » . متفق عليه . يشهد لهذا الحديث قوله تعالى : ﴿ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [ التوبة (72) ] .
1894. Abu Sa'id Al-Khudri (May Allah be pleased with him) said: The Messenger of Allah (PBUH) said, "Allah, the Rubb of honour and glory, will say to the inhabitants of Jannah: 'O inhabitants of Jannah!' They will respond: 'Here we are! At Your service, O our Rubb. All good is in Your Hand!' He will ask them: 'Are you pleased?' They will reply: 'Why should we not be pleased, O Rubb, when You have given us what You have not given to any of Your creatures?' Allah will say: 'Shall I not give you something better than that?' They will ask: 'O Rubb! What can be better than that?' Allah will say: 'I shall bestow My Pleasure upon you and I shall never be displeased with you."'
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: The declaration about Allah being pleased with the dwellers of Jannah will certainly be the greatest of the boons and rewards of Jannah.
[1895] وعن جرير بن عبد الله قال : كُنَّا عِندَ رَسُولِ اللهِ فَنَظَرَ إلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ، وَقَالَ : « إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَاناً كما تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ ، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ » متفق عليه . في هذا الحديث : إثبات رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة ، ويشهد لهذا الحديث وغيره ، قوله تعالى : ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [ القيامة (22 ، 23) ] . قوله : « عيانًا » ، أي : معاينة . قوله : « لا تضامون في رؤيته » ، أي : لا يصيبكم ضيم من زحام ونحوه حال رؤيته . ورُوي : « لا تَضَامُّون » . من التضام ، أي : لا تتضامنون ، وذلك لوضوح المرئي وظهوره .
1895. Jarir bin 'Abdullah (May Allah be pleased with him) reported: We were sitting with the Messenger of Allah (PBUH) when he looked at the full moon and observed, "You shall see your Rubb in the Hereafter as you are seeing this moon; and you will not feel the slightest inconvenience in seeing Him."
[Al-Bukhari and Muslim].
Commentary: Just as when we witness the moon there is no problem, no rush or troublesome gathering of people and no pushing of one another, the pious will see Allah without any trouble or difficulty. How shall we see Him, we cannot describe this even by any instance or parable. In Surat Ash-Shu'ra', Verse 11, it is said that there is nothing like Him. However, we cannot see Him in this world with these worldly eyes. The reason is that, as Imam Malik says, these eyes are just temporary and they cannot bear the Sight of Allah. This is why the research scholars claim that the Prophet (PBUH) did not actually see Allah during his journey to the heavens; he only talked to Allah by way of Revelation. The saying of 'Aishah (May Allah be pleased with her) also proves this contention. However, it would be possible to see Allah in Jannah as everything there will be eternal and indestructible. Similar will be the case with the sight and eyes which will be provided to us there. Such eyes would have the power to see Allah.
[1896] وعن صُهيب أنَّ رسول الله قال : « إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تُريدُونَ شَيئاً أَزيدُكُمْ ؟ فَيقُولُونَ : ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ؟ ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ ؟ فَيَكْشِفُ الحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِمْ ». رواه مسلم . يشهد لهذا الحديث وغيره ، قوله تعالى : ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [ يونس (26) ] . قال ابن كثير : يخبر تعالى أنَّ لمن أحسن العمل في لدنيا بالإيمان ، والعمل الصالح ، الحسنى في الدار الآخرة ، كقوله تعالى : ﴿ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ ﴾ [ الرحمن (60) ] . وقوله : ﴿ وَزِيَادَةٌ ﴾ هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف ، وزيادة على ذلك أيضًا ، ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم ، وما أخفاه لهم من قرة أعين ، وأفضل من ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه الكريم . فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه ، لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ، ورحمته . وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم ، عن أبي بكر الصديق ، وغيره . وذكر حديث صهيب وغيره . منها : ما رواه ابن جرير ، وغيره من حديث أبي بن كعب ، أنه سأل رسول الله عن قول الله عزَّ وجلّ : ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ ، قال : « الحسنى : الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله عزَّ وجلّ » . قال الله تعالى : ﴿ إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فيها سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ [ يونس (9 ، 10) ] . قال ابن كثير : هذا إخبار عن حال السعداء الذين آمنوا بالله ، وصدقوا المرسلين ، وامتثلوا ما أمروا به ، فعملوا الصالحات بأنه سيهديهم بإيمانهم ، أي : بسبب إيمانهم في الدنيا ، يهديهم الله يوم القيامة على الصراط المستقيم حتى يجوزوه ، ويخلصوا إلى الجنة . إلى أن قال : وقوله : ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ يونس : (10) ] . قال ابن جريج : أخبرت أن قوله : ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ﴾ قال : إذا مر بهم الطير قالوا : سبحانك اللهم ، وذلك دعواهم ، فيأتيهم الملك بما يشتهونه ، فيسلم عليهم فيردون عليه ، فذلك قوله : ﴿ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ﴾ . قال : فإذا أكلوا حمدوا الله ربهم ، فذلك قوله : ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، إلى أن قال : وقوله : ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ هذا فيه دلالة على أنه تعالى هو المحمود أبدًا ، المعبود على طل المدا ، ولهذا حمد نفسه عند ابتداء ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ [ الكهف : (1) ] ، ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ﴾ [ الأنعام : (1) ] إلى غير ذلك من الأحوال التي يطول بسطها ، وأنه المحمود في الأولى والآخرة ، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، في جميع الأحوال ، ولهذا جاء في الحديث : « أن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس » ، وإنما يكون ذلك كذلك لما يرون من تزايد نعم الله عليهم ، فتكرر ، وتعاد ، وتزاد ، فليس لها انقضاء ولا أمد ، فلا إله إلا هو ، ولا ربّ سواه . الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبيِّ الأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأزوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، كما صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وعلى آلِ إبْراهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، كما بَاركْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آل إبراهيم في العالَمِينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . قال المؤلِّفُ : فَرَغْتُ مِنْهُ يَوْمَ الإثْنَيْنِ رَابِعَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَسِتِّ مِئَةٍبِدِمشق . ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه بهذه الآية ، والصلاة على النبي وآله ، إشارة إلى أنه لا مهتدي إلا من هداه مولاه ، وأنه لا سبيل إلى الهداية إلا من طريق محمد . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي قال : « لما خلق الله الجنة قال لجبريل : اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ، وإلى ما أعدّ الله لأهلها فيها ، ثم جاء فقال : أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ، ثم حفّها بالمكاره ، ثم قال : يَا جبريل اذهب فانظر إليها ، قال : فذهب فنظر إليها ، ثم جاء فقال : أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد . قال : فلما خلق الله النار قال : يَا جبريل اذهب فانظر إليها ، قال : فذهب فنظر إليها ، ثم جاء فقال : أي رب لا يسمع بها أحد فيدخلها ، فحفها بالشهوات . ثم قال : يَا جبريل ، اذهب فانظر إليها ، قال : فذهب فنظر إليها ، ثم جاء فقال : أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها » . رواه الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي . قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وما ذاك إلا غيرة أن ينالها سوى كفئها ، والرب بالخلق أعلم وإن حجبت عنَّا بكل كريهة وحفّت بما يؤذي النفوس ويؤلم فلله ما في حشوها من مسرة وأصناف لذات بها يتنعم
1896. Suhaib (May Allah be pleased with him) reported: The Messenger of Allah (PBUH) said, "When the inhabitants of Jannah enter Jannah, Allah, the Glorious and Exalted, will say to them: 'Do you wish me to give you anything more?' They will reply: 'Have You not made our faces bright? Have You not brought us into Jannah and delivered us from the Hell?' And Allah will remove the Veil. The (dwellers of Jannah) will feel that they have not been awarded anything dearer to them than looking at their Rubb."
[Muslim].
Allah, the Exalted, says:
"Verily, those who believe and do deeds of righteousness, their Rubb will guide them through their Faith; under them will flow rivers in the Gardens of Delight (Jannah). Their way of request therein will be Subhanaka Allahumma (Glory to You, O Allah!) and Salam (peace, safety from evil) will be their greetings therein (Jannah)! and the close of their request will be: Al-hamdu lillahi Rabbil-'Alamin [All the praises and thanks are to Allah, the Rubb of 'Alamin (mankind, jinn and all that exists)]." (10:9,10)